الشــيطان أداة اختبار
سعيد الأعرجي
هناك دوران للشيطان هما:-
الدور النظري :- حيث إن الانسان مختار حسبما أراده الله عز وجل له, ولم يكن ظالماً بحقه, فالإنسان باختياره يسلك أي طريق شاء, فهو يراد له أن يصحح مسيره كي يحصل على ثواب الآخرة فضلاً عن سعادة الحياة الدنيا, ويستحق الأجر والمدح الذي حصل عليه بجهده واختياره وان تعرض الى وسوسة ودعوة الشيطان, ولو لم تكن هناك دعوة للشيطان في الحياة الدنيا لما حصل ذلك الإنسان على تلك الرفعة والمنزلة والدرجة العالية قال تعالى : (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (الرحمن 46/55 ).
الدور العملي:- وهو إن الانسان بمجرد أن يغفل عن ذكر الله عز وجل ويبتعد عنه قليلاً, يداهمه الشيطان ويأمره بالفحشاء والمنكر, بعد عملية الوسوسة والدعوة الى الشر, فينبغي للإنسان ان ينتبه فوراً بأن هناك شيئاً بدأ يدفعه عن الطريق القويم الى طريق آخر معوج والى شيء منكر لايقبله العقل, فيعود فوراً ويستعيذ بالله عز وجل ويعود الى طريقه المستقيم الأول قال تعالى:- (... إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) (الاعراف 7/201).
فعلاقة الشيطان بالمعاصي علاقة مباشرة كعلاقة الألم بالمرض فمن نعم الله عز وجل على الإنسان أن المرض له منبه وهو الألم فلكي يشعر الإنسان بمرضه يتألم, فيبادر لعلاجه, وإذا لم يشعر انه مريض ربما يموت أو قبل الموت بفترة وجيزة جداً وهو لايعلم انه كان مصاباً بمرض عضال أودى به الى الهلاك, لذا نجد ان من أخطر الأمراض هي تلك الأمراض التي لا أعراض لها, لا ألم لها يحس الإنسان بوجودها من قبيل بعض أمراض السرطان مثلاً, حيث يكمن خطره في كثير من الأحيان بعدم الشعور به منذ بداية الإصابة به وإلا يمكن علاجه في المراحل الأولى.
كذلك الشيطان حيث اننا لانستطيع مصداقاً للطاعة إلا والى جانبه مصداق للمعصية فنحن لاندرك ان هذا السلوك طاعة لله عز وجل إلا بإدراكنا ان هناك ما يقابله من سلوك منحرف فيه معصية الله سبحانه وتعالى, وبالاضداد تعرف الاشياء فلو لم يكن هناك نهار لم نعرف الليل ولو لم يكن هناك حر لم نعرف البرد وهكذا... تعرف الطاعة بوجود ما يقابلها.