سلامة الباطن

حين تتحق في نفس الواحد منا معادلة ان يكون ظاهره كباطنه وسره كعلانيته ومظهره كمخبره حينها فقط نستحق النصر والتأييد..

الواحد منا -ولعلي أتهم نفسي أولا- يحاول بشتى الوسائل أن يظهر امام الآخرين بمظهر القديس ويسعى جاهدا أن يكون في قمة المثالية لكنه حين يخلو بنفسه تتحول هذه المثالية الى بهيمية وتتناوشه نوازع شيطانية متعددة لاينفك عنها إلا حينما يدرك أنه مراقب من قبل الآخرين حينها يرعوي ويظهر الوجه الآخر من المثالية التي تكلمت عليها سابقا..

لماذا لانسعى لأن نصل إلى مرتبة الإحسان التي حدثنا عنها نبيينا الكريم صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن الإحسان فقال حبيبي المصطفى أن تعبد الله كانك تراه ..لذا كان حرصه على تنشئة جيل رباني يبتغي وجه الله في كل فعل , وكان صلى الله عليه وسلم يحذرهم من الذين يعاملون الناس بوجه ظاهر حسن وقلوبهم منكرة خبيثة فقال :إن من أهل النار من تندلق أقتاب بطنه يدور بها كما يدور الحمار برحاه فيجتمع إليه أهل النار فيقولون له: يا فلان ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه”، فهذا لا أثر لفعله في الناس إذ إن فعله الظاهر قد خرج من باطن خبيث فكان مآله كباطنه ولم ينفعه ظاهره شيئاً.
مالذي يدفعنا إلى التصنع والتكلف حين نقابل الناس ؟؟ وحين ننفرد بذواتنا ننفلت من أي قيود أو ضوابط ؟؟

الموضوع بحاجة إلى مزيد تأمل وتدبر ولعل القراءة في سير الصحابة والتابعين من سلف هذه الأمة وكيف كانوا في خلواتهم ما يشجعنا إلى التأسي بهم

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم

إن التشبه بالكرام فلاح
منقول