فهل بعد هذا ستتحركون بالعاطفة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للدرجة هذه أصبح بعض الشباب ليس لديه عقل يفكر به ؟ وأصبحنا كلنا زي اللعبة كل يوم جروب مسيئ وجروب مستهزئ ومواقع مسيئة للاسلام وللنبي؟

هل فكر أحدكم لماذا ازدادت هذه الجروبات بصورة كبيرة جدا جدا هذه الأيام ؟
هل فكر أحدكم لماذا بدأ الموضوع يأخذ منحنى أكثر جرأة وأكثر تطاولا ؟
هل فكر أحدكم لماذا وصل الحد إلى الاستهزاء بالذات الإلهية بألسوب لا يليق أبدا برب هذا الكون ؟

أنتم جميعا أيها المسلمون السبب .. لأنكم منجرفون يسيركم الهياج كالقطيع الذي لا يستخدم عقله أبدا .. فاعذروني لأنها صراحة ستضايق الجميع

كم مرة أرسلتم مئات الرسائل لإغلاق جروب مسيئ ؟
كم مرة انفعتم وغضبتم وشتمتم؟
كم مرة تم إغلاق جروب مسيء ليتم فتح عشرة غيره ؟

يا ترى هل هذا هو السلوك الصحيح ؟
طيب أليست هذه الغضبة وفوران الدم لسبب ديني وهو السعي بغضب لنصرة الله ورسوله ؟
طيب لماذا لا نتبع أوامر الله في هذه النقطة تحديدا ؟!!!!
لماذا نسير بدماغنا ونقع في أخطاء رهيبة كانت هي السبب في هذه الزيادة غير الطبيعية في هذه الجروبات والمواقع؟؟
وكانت هي السبب في انتشارها على مستوى العالم لنصبح نحن بعاطفيتنا الذين نقوم بنشر الإهانة على كل الناس ِ!!

ألم يحن الوقت لاستخدام عقولنا التي أنعم الله علينا بها ؟
دع العصبية والغضب والانفعال واقرأ السطور القادمة بهدوء وعقلانية ووعي وعمق

دعوني أولا أشكركم لأنكم قررتم استخدام عقولكم الآن بهدوء وقررتم أن تقرأوا هذه المقالة فربما قد تغير نظرتكم تماما في أشياء كثيرة تعودتم أن تفعلوها دون أن تدروا لم تفعلوها ؟ ولا ما الذي جعلكم تفعلوها ؟ إذ أنكم قد انجرفتم مع التيار لأن كل أصحابكم يفعلون هذه الأشياء بحماسة وبقوة !!!!

للأسف الشديد ألاحظ منذ فترة طريقة تعامل الشباب مع ما ينشر من كلام وصور مسيئة عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أو عن القرآن الكريم ، وأتابع ردود أفعالهم وأنا في قمة الضيق ، إذ أنني بحكم دراستي وخبرتي في علم النفس أعلم يقينا أن كل هذه الأفعال غاية في الخطورة وفي قمة الخطأ ، وأنا أعذر كل الشباب إذ أنهم لا يعلمون ذلك للأسف .

قبل أن أتعمق في مقالي هذا ، وقبل أن أقول لكم رأيي النفسي ،، أريد أن أبدأ بالرأي الديني ،، وأريد أن أنبهكم إلى آيات خطيرة جدا في القرآن الكريم ، أريدكم أن تقرأوها بعناية وتركيز ، حيث قال الله تعالى في سورة الكهف

" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " .

وقال أيضا في سورة الزخرف

" وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ " .

أريدكم هنا أن تفكروا بعمق وبتركيز ،، إذ أن الله تعالى يقول بوضوح أن هناك أناس يكونون على ضلال ويمشون في الطريق الخطأ ، وهم يظنون أنهم على صواب ويظنون أنهم يحسنون صنعا ويظنون أنهم مهتدون !!

لذا فلينتبه كل منكم لهذا التحذير الإلهي .. ويحاول دائما أن يراقب تصرفاته ، ويسأل نفسه دوما ، يا ترى هل أنا على الطريق الصحيح ؟ أم يا ترى أنا في الطريق الخاطئ وأظن أنني على الطريق الصحيح ؟ يا ترى تصرفاتي التي أفعلها نابعة عن علم ودراسة ؟ أم نابعة عن تعود وعاطفة وانفعال ؟

والمرجع الذي يطمئن في هذه الحالة أن تنظر إلى ما تفعله ثم تنظر إلى توجيهات الله سبحانه وتعالى لنا في التعامل بخصوصه لكي تطمئن إلى أنك تسير فعلا وفق منهج صحيح يقره الله ويقره رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، وخصوصا عندما يكون هذا التصرف في الأمور الدينية التي تمس الرسول صلى الله عليه وسلم وتمس القرآن الكريم والله تعالى .

واسمحولي هنا أن أقول لكم بكل هدوء وحزن ، أن كل ما تفعلوه أيها الشباب بخصوص ما ينشر عن رسولنا الكريم أو عن كتاب الله هو في قمة الخطأ ، وهو الذي ساهم في هذه الزيادة الرهيبة لهذه الجروبات ، وله العديد من الأضرار النفسية والمجتمعية الكثيرة جدا ، كما أنه يضر الرسول صلى الله عليه وسلم ويضر الإسلام ويشوه صورة المسلمين ، ولا يرضى عنه أبدا الله سبحانه وتعالى ولا الرسول نفسه ، كما أن له من السلبيات الكثيرة جدا جدا والتي سأحدثكم عنها الآن بسبب كثرة الجروبات المسيئة نتيجة لما تفعلوه من سلوك خاطئ .


هل يا ترى أنت يا من تقرأ هذا المقال تحب الرسول الكريم بنفس القدر الذي يحبه الله له ؟

أنا أعرف حتما جوابك ..

لكني أريدك أن تتأمل معي بتركيز في هذه الآيات التي قالها الله سبحانه وتعالى مخاطبا بها رسوله الكريم في سورة الحجر

" إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ، الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " .

فالله سبحانه وتعالى يقول بنفسه للرسول الكريم أنه سيكفيه المستهزئين ، ويأمره بأن لا يلتفت لهم ولا يشغلونك ، ولا تعيرهم أي انتباه ولا حتى تفعل أي رد فعل تجاه ما يفعلوه ،، ثم أمره بالتسبيح والسجود وعبادة الله . حتى يأتيه اليقين !!!

قال الله هذا لصاحب المشكلة نفسه ، وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. أي الشخص الوحيد في العالم الذي من المفروض أن يتأثر أكبر التأثر ، ويتضايق أشد المضايقة ومن الطبيعي جدا أن يهب لنصرة نفسه وحمايتها من هذا الاستهزاء !!

ومع ذلك فقد أمره الله أن لا يفعل أي شيء ، وأن يتجاهل المستهزئين تماما ،، وهذا أمر من الله لرسوله وبالتالي لنا ،، فلماذا نتعامل بالله عليكم بغير ما أمر الله ؟

ولأن الله سبحانه وتعالى هو أعظم طبيب نفسي في الكون ، فلقد ذكر وبين أنه يعلم أن رسول الله يضيق صدره ولا يرتاح لما يحدث ، ولكنه قال له أن لا يقوم بأي رد فعل نتيجة لهذا الضيق وإنما يفعل ما يأمره الله به ، ويلتزم به تماما .

لهذا أنا أعلم جيدا وأدرك كم تضيق صدوركم وكم تحترق لما تشاهدون ، وما تقرأون من استهزاء لا يليق ، لكن لابد لكم من الالتزام بما أمركم الله سبحانه وتعالى به ، لأن في ذلك حكمة عظيمة جدا جدا لا تدركونها وسأبينها لكم فيما بعد .

بل أريد أن أسألكم سؤالا أعمق .
الآيات تشير إلى أن الرسول تعرض في حياته للسخرية والاستهزاء وغيره من الإهانات ، هل سمعتم أن المسلمين هاجوا وماجوا وانفعلوا جميعا تجاه هذه الأمور ؟ هذا وهو حي ؟ فما بالكم بعد أن توفاه الله ، فلقد خرجت عليه الكثير من الأشعار والإهانات أيضا .. ترى هل سمعتم بها ؟ وهي بحسب ما قاله العلماء أشياء كثيرة جدا ، هل انتشرت بين الناس و على مستوى العالم بهذه الصورة الفجة التي تحدث الآن ؟؟؟.. بالطبع لا ،، ونحن لم نعلم عنها شيئا ولم يعلم العالم عنها شيئا ، لأن المسلمين يومها تعاملوا بتوجيهات الله سبحانه وتعالى .. ولهذا لم تصلنا أبدا هذه الإهانات ودفنت وماتت مع أصحابها فورا ..

اعلموا أحبتي الشباب أن الأمور التي ورد فيها أمر واضح من الله تعالى ، ينبغي علينا اتباع هذا الأمر والعمل به ،، وأن من يفعل غير ذلك ، يعتبر فعله مخالفا لما أمر الله به ، بل وقد يعاقب على فعله هذا .. أكرر ، قد يعاقب عليه رغم أنه يظن أنه على هدى وعلى طريق مستقيم !!!


والان


تأملوا معي هذه الآية التي تبين لنا أيضا كيف نتعامل في مثل هذه الظروف ،

فقد قال الله تعالى في سورة النساء " وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا " .

فلقد أمرنا الله أمرا واضحا ، كما أمر الرسول بالهدوء وعدم الرد والابتعاد ، فقد أمرنا أيضا بوضوح أن نغادر المكان الذي يوجد فيه الاستهزاء ،، بل والأخطر من ذلك أن من تأخذه الحمية والعاطفة فيجلس ليجادل ظنا منه أنه بهذا يفعل الصواب ، قال له الله إنكم إذا مثلهم !! يعني أنك في هذه الحالة تكون مثلهم وتساعد في نشر الاستهزاء بالآيات دون أن تدري وظنا منك أنك تفعل الصواب .. فانتبهوا بالله عليكم

هذا معناه أن الأمر واضح وصريح جدا من الله تعالى
من يستهزئ بالرسول ،، تجاهلوه
من يستهزئ بالله ،، تجاهلوه
من يستهزئ بالقرآن ،، تجاهلوه

لأنكم لو التفتم له وثرتم فقد جعلتم له قيمة كبيرة وحققتم غايته وأرضيتم نفسيته


لماذا إذن تفعلون ذلك بثورة وغضب ؟
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

إن فكرتم بعمق وهدوء في تصرفاتكم ستجدون أنها كلها نابعة من منطلق واحد ، وهو العاطفة !

فهل تتحركون بالعاطفة ؟ أم تتحركون بما أمركم الله به ؟

فكر .. اهدأ .. امسك نفسك .. اتبع أوامر ربك ..
بهذا فقط ، تساهم في نصرة نبيك .. تخيل !!!

قد يقول قائل .. هل هذا معقول ؟ أنا دمي فاير !! أنا دمي محروق !! هل أسكت .

أقول له بهدوء , الله تعالى قال هذا .. وليس أنا .. فهل تصدق كلام الله وتنفذه أم ماذا ؟
بالطبع صدق كلام الله ونفذه ، ثم ابحث باستمتاع في الحكمة النفسية الرهيبة التي أرادها الله بأمرنا بالتجاهل

بل أريد أن أقول لكم شيئا آخر غاية في الخطورة ..

أنا أرى الكثير للأسف يسارعون بالسب والشتم لكل من يقوم بهذه الأفعال وأرى ذلك بقوة في الرسائل وعلى البال توك وغيرها من أماكن الشات على الإنترنت ..

ولهؤلاء أهدي لهم هذا الأمر الرباني كذلك للتعامل في مثل هذه الأمور ، فقد قال الله تعالى في سورة الأنعام

" وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "

فالله يبين ويأمرنا بكل وضوح أن لا نسب أي شخص لا يعتقد بوجود الله لكي لا يكون هذا سببا في أن يسب الله سبحانه وتعالى وهو لا يعلم ،، بهذا تكون أنت أيها المسلم المسكين سببا في أن جعلته يسب إلهك ورسولك ودينك !!!

عن عائشة: أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ، قال : ( وعليكم ) . فقالت عائشة : السام عليكم ، ولعنكم الله وغضب عليكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلا يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف ، أو الفحش ) . قالت : أولم تسمع ما قالوا ؟ قال : ( أو لم تسمعي ما قلت ، رددت عليهم ، فيستجاب لي فيهم ، ولا يستجاب لهم في ) . متفق عليه.

لم يغضب النبي ولم وثار وعلم الصحابه كيفيه التعامل مع ذلك

آيات خطيرة ،، تعليمات واضحة صريحة .. فهل بعد هذا ستتحركون بالعاطفة ؟ والعاطفة هنا من الهوى ، والله تعالى قال بوضوح "ومن أظلم ممن اتبع هواه" والآيات التي تدل على خطورة اتباع الهوى والتحذير منه كثيرة جدا في القرآن الكريم ..


منقول لاهميته مع التعديلات المناسبة

ربما يحين يوم تتجرع فية الحياة وتتحرك بة الاصاطير وتكتب الاقلام ما لا تريدة الاوراق