كيف نتعامل مع الجماعات؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
كثر الكلام عن الأحزاب والجماعات الإسلامية ما بين قادح ومادح ، فطرحت سؤالاً هاماً في هذا الموضوع
أعلم أنك تريد أن تعرف ما هو هذا السؤال ؟؟؟ أليس كذلك ؟؟؟ ها هو :
] كيف نتعامل مع الجماعات التي ملأت الساحة ؟؟؟ [

والجواب على هذا السؤال أيها القاريء الكريم ليس كلمة واحدة، وليس جملة واحدة، وإنما هو قواعد ينبغي أن نبني عليها تعاملنا مع الجماعات التي كثرت وانتشرت في هذه الأيام وكل جماعة تظن أنها على الحق أو على الصواب، وأظن أيها الأخ الكريم أنك تريد أن تجد حلاً لهذا الصراع بين هذه الجماعات، والحل سهل ميسور لا نستطيع أن نقوم به إلا بتطبيق هذه القواعد الآتية:

1 - أن يكون الولاء للكتاب والسنة وللمؤمنين، فإن رأيت إنساناًً يترك كلام الله ورسوله ويأخذ بكلام شيخه المخالف للقرآن والسنة فاعلم أن في قلبه مرض وعصبية لغير الله ورسوله.

2- أن نوحد مصدر التلقي وأن نأخذ جميعا من الوحيين، واعلم أن كل ما خالف الوحيين فهو رد.

3- أن نحذر من الكذب والتجني والظلم والتشنيع على المخالف إذا كان الخلاف في مسألة خلافية.

4 - أن لا تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة مصلحة الدعوة.

5 - لا أحد معصوم من الناس إلا النبي صلى الله عليه وسلم وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم وكل ابن آدم خطاء، لكن العبرة بكثرة الفضائل وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، فترى شاباًً يسمع خطبة مليئة بالعلم والفضائل وفيها خطأ يسير لا يذكر فيترك الشاب كل ما سمعه من الخير ويعلق على هذا الخطأ الذي لم ينتبه إليه أحد، والأمثلة عند السلف كثيرة أوردها الذهبي في سير أعلام النبلاء في التعامل مع المخطئ.

6 - كل من خدم الدين أو دعا إلى الله والتزم المنهج الصحيح وهو (الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح) فعلينا أن نفرح به ونشجعه ونذكر فضله، ولا نذكر الملاحظات إلا لمصلحة راجحة قوية.

7 - لابد أن نفرق بين خطأ الفرد والجماعة ورجال المذهب ومؤسس المذهب فلا نحمل الجماعة خطأ واحد منهم إلا إذا علموا خطأه وأقروه ولم يخالفوه مع إقامة الحجة عليهم.

8 - لا تتبع زلات العلماء، فكثير من الناس يأخذ من كل العلماء (لا يأخذ إلا الزلة)

9 - المخطئون على درجات منهم الجاهل والعالم والمتعمد والمُكره فلابد أن نعرف حالة المخطئ لنعرف كيف نتعامل معه أو مع كتابه أو مع منهجه ثم هل تاب من هذه المقالة أم لا، وهل أقيمت عليه الحجة وهل هذا العمل شرك أو كفر أو بدعة أو مسألة اجتهادية ، فإن أقيمت عليه الحجة وجب أن يبين خطأه حتى لا ينخدع أحد به وبكلامه وأفعاله .

10 - أن نحذر من التكفير والتفسيق والتبديع فهذه مسألة متشعبة ومتشابهة ما لم يُحِطْهَا المسلم بنصوص الكتاب والسنة على فهم الصحابة، وأن لا نتكلم في حق علماء أهل السنة فكثير من الشباب في هذه الأيام يبدعون كثيرا من علماء أهل السنة ويتهمونهم بما هم منه براء .

11 - لا نثبت لأحد قول حتى نعلم انه قاله بلسانه أو بكتابه أما الاعتماد على الناس يقولون كذا عن فلان فهذا لا يبرئ الذمة ولايغني عند الله، وما آفة الأخبار إلا رواتها (إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا)

12 - أفهام الناس تختلف فقد تكون مقالة الإنسان صحيحة ولكنها قد فهمت خطأ والتبس الأمر على من نقلها، أو نقلت مع زيادة أو نقص وما أكثر الغلط والكذب في النقل عن الأئمة .

13 - من رجع عن خطأه فليُهنأ وليبارك له ما قدم وينسى ماضيه وعليه أن يظهر أنه كان قد أخطأ حتى يرجع الناس عن اتباع كلامه الذي رجع عنه ، كما فعل أبو الحسن الأشعري رحمه الله .

هذه بعض القواعد والفوائد والآداب العلمية المنهجية في التعامل مع الأحزاب والجماعات الإسلامية ، يعرف بهذه القواعد الحق من الباطل والهدى من الضلال ، أسأل اللـه أن تلقى قبولا في قلوب المسلمين وأن ينتفعوا بها

هذا والحمد للـه رب العالمين .. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

عدد الرسائل : 98 تاريخ التسجيل : 31/05/2008

بارك الله فيك

موضوع هام جدا