بعد عام طويل ,,, شاقني السفر والرحيل
قلت لنفسي أين أغدو ؟ وفي فؤادي شيء يبدو
فكرت في الظعن في البلاد ,,, لأزور بعضاً من العباد
فأزمعت أزور أمي ,,, ولو شَطـَّت دارها شَطَّـا
فلما تقاصر الليل ,,, والصبح بلج ,,, وفؤادي ما وجف ,,, والقلب خوى كأن لم تكن فيه روح
وزَفـْتُ لغايتي وَزْفـَاً ,,, وَوَفـَزْتُ لها وَفـْزَاً ,,, وشَأَوْتُ الناس شَأوَاً
حتى بلغتُ مُنْـيَـتِي ,,, ووصلتُ دار أمي
فلما رأيتها قبلتُ منها الرأس والجبين ,,, فلأيَاً حَبَسْتُ الدَّمْعَ والحنين
قالتٌ إنشاد : قد ظعنتُ إلى بلاد الأعاجم ,,, وما فؤادي عنكم بواجم
وذا أمر منه لا مَفِيص ,,, مهما حاولت عنه أن أفِـيص
وحبكم في قلبي ما اسْـتـَجـَّن ,,, ولو أجَـنـُّوه بألف جُـنـَّة
قلتُ : قد وجدنا في قوبنا من الوَجْـد ,,, والسهاد أصابنا ولابد
قالت إنشاد : بُنـَيَّـتِي يا مارية ,,, ذكراكِ في قلبي ندِيَّة ,,, قد أرسلتُ سلامي مع العَـنـْدَل الـمُـفـَوَّف
قلتُ : سلامك قد وصل ,,, وحصل في نفسي من الشوق ما حصل
قالت إنشاد : بُنـَيَّـتِـي مارية ,,, أنتِ شطئي الذي شطأته ,,, وما ذكراكم في نفسي شاطت ,,, وما نفسي لذكراكم أماطت
قلتُ : أنتِ العَسْجد ,,, ونحن لكِ الجريال
وفي نفسي شيء سادم أني ما لقيتك قبل ,,, وما كان بيننا إلا القول
قالت إنشاد : على رسلك يا بُنَيـَّة ,,,
قلتُ : من ساءك بشيء فليس له إلا سِطَامي ,,, ولأدُقـَّن له عطر مَنـْشَمِ
قالت إنشاد : هذا سِمت بُـنـَيـَّتِي مارية ,,, كأنها رمح سَمْهَرية