تاليف وكتابة:ماري
أحببتُ سماع الأخبار , وأنا يوما على انتظار , قلت لنفسي هاتي المذياع
فتحت المذياع , سمعت الأخبار وشردت لحظة , وخطرت ببالي فكرة , فإذا بحوار يشتت أفكاري , حوار مع بغل
ليس كأي بغل , بل بغل ليس كالبغال
قال المحاور : كيف حالك يا حرين
قال حرين: آكل كما تأكل الأنعام وأنام كما ينام البعير
قال المحاور : فأنت بخير حال
قال حرين : بل ظهري للبشر مركوب , والسياط على ظهري تدور وتدور
قال المحاور : ما بال الناس؟ هم من غيرك إفلاس !! لكن لولا حب سيدك لناداك بالبغل , وما اقترف اسما لك
قال حرين : الحرن صفتي , حرَنت حرناً فأنا حُرَيْن , ومتى كان الحرن إلا لي؟!! , ولا تحسبن هذا مدحا , بل هذا قمة السوء
قال المحاور : وكيف حال أبيك
قال حرين : خالي بألف خير
قال المحاور : سألتك عن أبيك يا حرين لا عن خالك
قال حرين : أما تدري أن أن البغل يفخر بخاله وأن نكرانه لأبيه كنكران السارق ما سرقه , ولا أدري آلحمار أبي أم الأتان أمي؟
قال المحاور : بل أمك حٌـجْـر
قال حرين : بل أمي الأتان ولو لم تكن أتانا لما رضيت بالحمار زوجا
قال المحاور : أبوك ما قنع بكونه حمارا فنظر لأعلاه
قال حرين : بل الأتان أمي لم تعرف قدر نفسها فأحبت ذاك الحمار , ثم صار ما قد صار
قال المحاور : فأنت أعلى من الحمار
قال حرين : بل الحمار أفضل , فلا أنا بالحمار ولا أنا بالحصان , بل شدة السوء أن البغل سُبة
قال المحاور : والحمار كذاك سُبة
قال حرين : أما سمعت بخليفة مدح بالحمار؟
قال المحاور : هنا يا حرين فصل المقال , ولنا في قادم الأيام حوار , قد نفد الوقت , ولنا عود بعد سبت