دعوة المرضى :
وقد وظف المنصرون هذا الأمر لنشر دينهم الفاسد خير توظيف ، ولا شك بأننا أولى بهذا منهم فليس عجائز بريطانيا مثل : تيريزا وغيرها من الآلاف الذين يجوبون أصقاع المعمورة بخير من حملة التوحيد من الأطباء المسلمين ، وهنا أركز على النقاط التالية :
- احتساب الأجر عند الله وحده عند علاجهم لقول الله تعالى : ((ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)) وقوله -صلى الله عليه وسلم- : »من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة«.
- الصبر عليهم عند علاجهم : وبالذات على كبار السن توقيراً لهم ، وعلى الأطفال رحمة بهم ، وعلى الملهوفين في الحالات الطارئة ، لقوله -صلى الله عليه وسلم- : »في كل ذات كبد رطبة أجر«.
- طلب الدعاء منهم : وبالذات من الضعفاء منهم الذين لا يملكون إلا الدعاء ، وقد يكون فيهم من لو أقسم على الله لأبره.
- نصحهم : وبالذات في قضايا العقيدة من رقى وتمائم وأحجبة وغيرها ، والمريض يكون عادة في حالة من الضعف يتقبل فيها ما يشير عليه الطبيب ، ثم حضهم على الصلاة والحجاب وغير ذلك.
- تذكيرهم بالله ، وذلك عن طريق رد النتائج إلى الله عز وجل ، وأن الطبيب ما هو إلا أحد الأسباب التي تجري عليها أقدار الله.
- السؤال عن أحوالهم في البيت وعن أولادهم أو آبائهم ، والتلطف معهم مما يؤدي إلى تكوين علاقة شخصية ودية ليس فيها طابع الرسمية ، بشرط البعد عن المبالغة في رفع الكلفة ، الأمر الذي قد يؤدي إلى الابتذال المذموم.
- إعداد بعض الأشرطة أو الكتيبات وإهدائها إلى هؤلاء المرضى.
دعوة أقارب المريض:
وينطبق عليهم ما ذكر آنفاً ، إضافة إلى وجوب حرص الطبيب على الجلوس معهم ومقابلتهم لشرح حالة المريض لهم ، وبالتالي التأثير عليهم من خلال مناصحتهم.
دعوة العاملين في المستشفى :
والمقصود غير الأطباء من ممرضين وفنيين وإداريين وسائقين وغيرهم ، وهناك أمور منها:
- مراعاة التركيز على كل الطبقات ، فلا ينبغي استصغار أحد لجنسه أو وظيفته أو غير ذلك.
- الاهتمام برؤساء الأقسام ممن فيهم سيما الصلاح ، لأنهم أهل الحل والربط ، وقد ينفع الله بهم من خلال تعميم لا يكلف بضع دقائق مما يوفر الجهد والوقت.
- الاهتمام بغير المسلمين بدعوتهم وتقديم الكتب والأشرطة إليهم ، ومعاملتهم معاملة تقربهم إلى الإسلام ، ولا تنفرهم منه بضوابطها الشرعية ، وقد أثمرت هذه الجهود في كثير من المستشفيات ، ورأينا أن الكثير من هؤلاء العاملين قد دخلوا في الدين الله أفواجاً ، ويكفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : »لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم«.
- الحذر عند التعامل مع النساء - من المبالغة في التحادث بحجة الدعوة أو حتى العمل الطبي ، مما قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من معاصٍ وفتن أو سوء فهم.
دعوة الإدارة :
وهم كما قال -صلى الله عليه وسلم- : »إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن« وبيدهم - بعد الله - الإصلاح أو التسبب في الفساد العريض ، لذا كان من الواجب الاهتمام بدعوتهم من خلال الكتابة لهم ونصحهم مع استخدام أسلوب مناسب مع المترددين منهم ، وينبغي أن يشارك في هذا الأمر كل غيور على دينه حريص على دنياه وآخرته ، مع استخدام أسلوب التخويف بالله والترغيب فيما عنده ، أما الصالحون من الإداريين فينبغي التحبب إليهم ومساعدتهم والوقوف بجانبهم ودعمهم معنوياً.
وأخيراً هناك ملاحظات عامة ينبغي ذكرها لعموم البلوى بها منها:
• عدم ترتيب الأولويات في الدعوة ، فمثلاً قد يبدأ الطبيب بِحَثِّ المريض على عدم التدخين على الرغم من مقارفة المريض لشركيات وكبائر ينبغي البدء بها أولاً.
• سوء الخلق عند بعض الأطباء ، فمهما كانت المبررات ليتذكر المرء قوله -صلى الله عليه وسلم- : »وتبسمك في وجه أخيك صدقة«.
• التحاسد في أمور الدنيا ، وأمره شنيع إن كان بين الأخوة المتحابين في الله.
• عدم مشاورة الأخيار من الأطباء ، اتباعاً لشهوة أو كبراً أو غروراً ، مع أن الله عز وجل أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالشورى فقال : ((وشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)) ، مما يؤدي إلى بعض الاجتهادات الخاطئة التي قد تفسد ما بناه الآخرون.
• ضعف العلم الشرعي بصفة عامة ، وبالذات ما يتعلق بمجال الطب ، والحل هو التزود من العلم بسؤال العلماء ومراجعة أهل الخبرة من الصالحين خاصة في بدء حياته العلمية.
• ظاهرة الاستغراق في العمل : فيصحو الإنسان وينام وهو يفكر في دنياه ، وينسى أن الله قد خلقه لغير هذا ، حتى ينحصر اهتمام الشخص بين البيت والمستشفى وما تبقى ففي المسجد.
• المبالغة في تقـديـر مصلحة الدعوة : مما يؤدي إلى السكوت عن المنكرات ، بل استمرائها ، ومـــن ثــم الانحراف والنكوص على الأعقاب لا سمح الله. وختاماً.. هذا غيض من فيض، لكن؛ ليتذكر كل طبيب أن الله قد خلقه لعبادته ، وأن الحياة ليست عبثاً ولا معطفاً أبيض وسماعة فحـسـب ؛ بل هي جهاد واحتساب حتى يأتي الله بأمره ، وأن الأمة تنتظر منه أن يحـمـــل هم الدين عنها - في مجاله على الأقل - في عصر اجتمعت فيه أمم الكفر على ضرب الإســـــلام عن قوس واحدة ، ولا ينسى أنه قد قطع من العهود والمواثيق بينه وبين الله أثناء دراســتـه على مقاعد الكلية أن يقوم بأداء مهمته خير قيام حال تخرجه ، قال تعالى: ((ومِنْـهُـــم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ولَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّــن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وتَوَلَّوْا وهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وعَدُوهُ وبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) [التوبة75-77] نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابه.
المصدر : مجلة البيان العدد58 جمادي الآخرة 1413ه